الضحكة اللى من القلب سببها فرحة حقيقية

الضحكة اللى من القلب سببها فرحة حقيقية
محمد حسين بكر فى كتب كتابه

رؤيا البابلى .(.صاحب النيران الصديقة )

(1)
" إصحاح صاحبة المقام "
أخبرتنى والقيظ مطارق فوق عظامى الهشة ، بعد أن جذبت الحلقة الفضية من حلمة أذنى وتحنى لى شعرى من ماء " دجلة " إننى هو .. ذلك الذى أخبرتها النجمات عنه عندما كانت تكنس بطرحتها .. مقام سيدى على ذلك الذى كرم الله وجهه البارىء شاخصة ببصرها فى الهضاب العالية .. باكية " سيأتى وحيدا .. وسيمضى وحيدا " أحمر العينين .. ذو شامة الى جوار أنفه الحاد .. الهابط من جبهته إلى شق أحمر لون التوت الأسود .. و فى عينه اليمنى دمعة من عسل شققت ثوبى ، لاغيا إياها .. وهرولت على المستنقعات ساخطا أكور الطين وأقذفها .. " يا مجنون عقب سبك لى ..ستعود إلى .. فعدت إليها .. و ناولتنى " أرغول" مصنوع من البوص النابت على شواطىء " دجلة " وأستمرت فى الحديث حتى أصابنى إعياء ووهن ..
وعندما .. ستلاقى أهلك .. تموت ؟!!
كنت أجوب " ألاهواز " شاقق ثوبى ممزعه ، أعزف على الأرغول عزفا غبيا .. حتى رأيتهم من بعيد يزحفون .. فى طابور مدرع .. من فوق الجسر نحو كربلاء ".
ألتئم الشق فى جلبابى وعصفت بى الريح .. وهبت فى جسدى .. الواهن رياح قوة .. يومها سألتهم .. من أنتم .. ؟ تركونى هازئين من صورتى القميئة .
(2)
إصحاح الإبــل
كانت الإبل تقترب ..منى .. فى عواصف السموم .. وتحفا من وميض غامض تشع عيونها به أخذت أعزف .. "بالأرغول" مغنيا أغنية " عشتاريه " قديمة .. نامت الإبل الحمراء إلى جوارى عندما .. نمت أنا كذلك .. وجدت بين ثيابى طيات من تعاليم " حمورابى ":
أنت يا من تكنس .. مقام .. من كرم الله وجهه
أنا .. أنا .. هكذا صمت خائفا
ها هى نار تأتيك سابحة على أمواج دجلة والفرات
.. تبعتنى الإبل .. تومض .. فى المساء .. والرياح السموم تؤرجح ذرات الرمال ..وحسبها القادمون من " الأرض البعيد القوية " طابورا من الآليات المدرعة أصابهم الذعر .. وهم يرشقونها بالقذائف والمدافع الثقيلة .. أصابهم ذعر شديد
فى الصباح .. تفرقت الإبل .. على الطرقات
حسبوها الموت .. عندما هرولت بالإبل عازفا بالأرغول عدت إليها .. كانوا قد قذفوا بعضهم البعض بالنيران .. كانت تكنس بشالها .. قبر الإمام .. على
أخبرتنى .. وهى تناولنى ثمرة بيضاء .. سيقولون عنك غدا .. نيران صديقة .
(3)
إصحاح الكلاب المتفجرة
أخرجت الخالة العرافة .. لى قطع لحم نيئة قالت لى أقطعها ..
قلت لها لا أستطيع .. أمضغ هذه أكباد الأعداء .. تبلتها بالفلفل والبهارات " الهندية "
أخرجت " كتاب أشعار للأمام " . عليك بمصادقة الكلاب بدأت كلاب تقترب منى .. ولا تمس ثوبى الاسود ..
أخرجت من سيالتها بعض من بارود .. خلطته بالنفط فأبتلعته الكلاب كانت الكلاب تنتفخ وتنتفخ .. قالت لى أرعها .. كما يرعى الراعى حملانه .. " كيف لى .. بأن أرعى كلاب نجسة " أخبرتنى بأنها كلاب .. تلتهم أكباد الخنازير ..؟ الأغراب
سقها بالأرغول .. هم قادمون من فوق ذلك الجسر " بكربلا" كنت مرتجفا مرتعدا مذعورا .
كانوا قادمين ؟!! من بعيد .. يلقون لى بأكياس صفراء مملوءة بالحلوى .. عندما عزفت والكلاب تقترب من طابور مدرعاتهم أنفجرت الكلاب بمدرعاتهم هلعوا .. ومات منهم من مات .. عدت اليها .
أخبرتنى وهى " تمضغ العجوة والتمر المسكر " وتعصبها لى وتضعها .. فى فمى .. غدا سيقولون عنك .. مجرد نيران – صديقة .
(4)
" إصحاح الموت "
سيأتى وحيدا ..
ويعيش وحيدا .. وعندما سيأتى إليه أهله تموت
اليوم .. هم هناك بساحة المطار نائمون .. خذ هذه الحفنة من التراب الأبيض .. أنثرها من فوق رؤوسهم وهم يعبرون بأسفل البنايات المحطمة بأسلحة العناقيد وأبسط كفيك لله بالدعاء .. ستسقط الى الفرات نثورهم الحديدية .. سيأتى إليك أهلك .. عندما يخرج .. الصيادون البسطاء من الفرات بشباك ضعيفة " النسر الحديدى " سيقذفهم أهلك بالنيران وتمون .. كانوا نائمين بالمطار .. ووجوههم مغطاة بخراطيم تشبه انوف وخضم الخنازير ..
أقتربت منهم وأنا أذبح .. باسم الله .. الله أكبر .. عندما رأيت شبيها لى ..
يبتسم .. ويقول أنا من أهلك ومن ترك أهله هلك ..
فرحت فى سبات عميق ورؤيا النصر تملؤنى ..