الضحكة اللى من القلب سببها فرحة حقيقية

الضحكة اللى من القلب سببها فرحة حقيقية
محمد حسين بكر فى كتب كتابه

التكرار لا يفيد الشطار

(1)
أنزلق الهوة لحض أرادته ، إتباع الشمس من بياعين الهوا ، عاد بكفى حنين ، توضأ بالدموع ونام .. لم يحدث شىء فى قانون الوجود ، الشمس ساطعة والجو رائق ، العيال استيقظوا بدفع يد أمهم فى ظهورهم العارية .. خلا البيت إلا منها ومنه .. تدفعه براحتها .. ماات وهو الصدمة على رأسها .. كيف .. يا نهار أسود .. لا إله إلا الله ..
ماات .. كمدا .. أتى الأولاد من المدارس .
كانت النسوة من الجيران يقومن بكنس الحارة ورش المياه وقد ارتدين الأسود من ثياب خرجت الجنازة بسرعة وبسرعة أكثر قد تم بناء السرادق ، وبكاسيت ضخم تايوانى الصنع .. تم وضع شريط قرأن .. ومن حين لآخر ترقع إحدى النساء .. صرخة مدوية .. تؤازر صرخاتها .. ربما تذكرت تلك المرأة زوج أخت أو حبيبا او قريب أو أخا غرق فى النهر منذ زمن ليس ببعيد أما هى .. " فأسماعيل " لم يترك لها معاشا .. أخر النقود كانت للتأشيرة الضرورية .. وأخر المصاغ كان ضياعه فى تجهيز خرجته .. كان موتا وخراب ديار ولولا .. الحاج رزق ربنا يطيب خاطره لما وجدت مدفنا لابو العيال .
- أنتى على لحم بطنك يا اختى .. كلى يا حبة عينى ؟!
رمت المرأة البيض المسلوق بين أناملها ووضعته فى فم " أم العيال "
حاولت المضغ تقيأت .. " الدنيا بعد مرار يا اسماعيل "
(2)
· سفر لأه .. أنا ماربتش وشقيت وتعبت علشان تغيبوا عن عينى
كانت سيرة السفر .. تفتح الجرح القديم منذ مات "اسماعيل "
منذ ضحك عليه الخواجة " كسويلهو" الجواهرجى .. وبيعه اللى وراه واللى قدامه واشترى له تأشيرة مضروبة فبات موجوعا .. وقد سخرت منه صحبة المقهى بقى يا اهطل الشعر الشايب ده كله ... ولساك عبيط الان يريد " محمد " أن يسافر .. بكالوريوس الهندسة مركون يا أمى .. والبكالوريوس الذى لا يستخدم ..يعطل ويضيع .. كل أصحابى سافروا .."
حاولت أن تثنى عزمه .. الحاج رزق حاول أثناءه عن عزمه الذى لا يلين دماغه ناشفه .. هيطلع لمين اسماعيل كان كده ..
وسافر " محمد " وفرح .. " على " بالدراجة واستطاعت " دينا " شراء الطقم الصينى لزوم تجهيز الجواز .. وكذلك الفرن الكهربائى ..
ولأول مرة تابع .. " بكر " ماتشات الاهلى .. بالالوان ..
الاهلى أحمر مش أسود .. والمصرى أخضر مش رمادى
(3)
عاد " محمد " مهموما .. الأخوات كبرت .. عاد كبيرا عجوزا .. وكان " اسماعيل " خرج من تربته .. عندما رأته " فايزة " تمتمت أعوذ بالله .. مين " أسماعيل" – أنا محمد يا امه .. ابنك يا حبيبى يا ابنى .. ونام .. على صدرها .. تلآلأت الدموع فى عين " فايزة " الغربة أكلت من عمرك يا حبة عينى .. وتوحشت بلاد النفط عليك دخلوا على بعض .. زى الوحوش التافهة .. وسرقوا تحوويشة عمرك كان بكر لتوه قد تخرج .. من الحقوق ..
عندما اتى يوم .. ودخل على " فايزة " كان يبدو .. مثل أخيه قبل السفر كان يرتدى حلة " التجنيد الزيتى " ... أعدت له أخته " دينا " الفوطة وماكينات الحلاقة .. كان ذاهبا .. للحرب؟! لينصر الفئة المغلوبة على أمرها .. من أستوحاش الفئة الباغية .. المتنمرة .
قوم يا اسماعيل .. سلم على أخوك
كانت تنادى محمد باسم أبيه .. علشان ما يغيبش حسه من " البيت .. لم يقم محمد من نومه ماات مثل أبيه .. ليس بسبب التأشيرة المضروبة بل .. لن الحدود كلها مضروبة
..