الضحكة اللى من القلب سببها فرحة حقيقية

الضحكة اللى من القلب سببها فرحة حقيقية
محمد حسين بكر فى كتب كتابه

فتاة منتصف ديسمبر

(1)
الخوف قادم على الأرصفة شهيا رائعا رافعا ذراعيه ليعانقني يرتدى معطفا لونه وردى ، وحذاء مطاطيا أبيض يرسل شفرات متناغمة فوق الرصيف ، يبدو الرصيف بيانو ضخم وهى تسير عليه حجر أبيض وحجر أسود بنج توينج توويننج ها إلا تعرفنى ، لا .. لا ..لا أعرفك أيها الحزين الأبله .. أنا الموت ، إذن للموت موسيقاه الخاصة به ، تسمرت فى مكانى ، رواد معهد جوته يبدأون فى التأفف يطلب منى الأمن أن ابتعد قليلا عن البوابة الحديدية ، قالت بألمانية معقدة ما لا أستطيع تخمينه إلا انه الغضب ، الغضب لغة عالمية مثل الحزن والفرح والمرض ، ملامحها الودود جعلتني انزاح جانبا ، " نصير شمه " إمبراطور العود يعتذر لكم حدث خطأ فى الموعد المحدد .. الموعد فى يناير وليس فى منتصف ديسمبر ، نتاشا صديقة روسية ستعزف لكم على الكمان ، تقبلوا بالغ الأسف ، وعزفت ونزفت شهيقا ودموعا وصعدت روحي زفيرا ونحيبا ليس تشنجا كانت ناعمة مثل البلسم .

(2)
يناير والمظلات الواقية من المطر ، ونصير شمه يصافحنا واحدا واحدا كصديق قديم بيننا وبينه وتر مشدود ، كانت هى واقفه الى جواري أردت ان اجعلها تجلس واقف أنا ، لم تسمح بذلك ، عاندت فوافقت انقضت انقضت الأمسية وخرجنا معا نتحدث وأنا لا افهم شيئا ، لا وقت للدعاء وطلبت منها العزف ، فى هذا الطقس المطير ، نعم هل تجيدين العربية ؟ بسيط .. فى البساطة الروعة ، وجلسنا على كافيه المشربية وعزفت .. الرواد قلائل فى مثل ذلك الطقس ولد وفتاة ربما ابناء المرأة الإيطالية صاحبة معرض اللارحات فوق الكافيه ، ورن هاتفها المحمول اعتذرت وتركتنى أحدق فى الفراغ ، و أشعل سيجارة يتيمه ،الأن كلما مررت أمام محل لبيع الأدوات الموسيقية اقف أمام الكمان لأتذكر أناملها ، وعندما تطول الوقفة يأتينى البائع فأبتاع نايا بعشرة جنيهات ، عندي الأن سبعين نايا ومازلت احلم بكمان فى يناير .