الضحكة اللى من القلب سببها فرحة حقيقية

الضحكة اللى من القلب سببها فرحة حقيقية
محمد حسين بكر فى كتب كتابه

تاريخ مواطنة

(1)
(48 .. مصر ) الملكية
جدى يرسل الى " أخوالى " روحه مع شاويش صديق له يدعى " فراج " كانت السحرة تأكل صدر جدتى .. أما أكبادها " أمى وأخواتها " فكانوا يمضغون الصمت ..
ربما وقتها أيضا ، كان عبد الحليم حافظ يتشاجر مع أخرين " بالملجأ " !! وحتى نضع – الأمور فى نصابها – لا أدرى أين كان عبد الوهاب ، وأن كانت أمى وقتها تحب نعيمة عاكف .. فى " أربع بنات وضابط " ؟!
(2)
( 52 .. مصر ) الجمهورية
خالى " عبد الله " صار صحفيا .. ويكتب عن أمال الثورة .. كان عندما يتحدث مع أحد من أخوته يخرج علبة سجائر ذهبية اللون .. فيتذكرون على الفور علاقته الوطيدة مع " ناصر " و" الشيخ الباقورة " .
كانت أمى .. صغيرة وقتها .. تمتم خالى " عبدالله " وإنت يا هانم " فيه مطرب جميل جدا .. سيغنى الليلة اسمه عبد الحليم قد تخرج .. وبدأت أولى خطواته على سلم الموسيقى .
(3)
( 56 .. مصر ) الجمهورية
كانت أمى حاملا فى أخى الاكبر " فتحى " وأبى .. يصرخ وراء الإضاءة التى تنير وجه عبد الحليم حافظ .. وهو ( يشعلها نيران) بموسيقى ملتهبة ويصفق بكل قوته .. صارخا خلفة ( إيييه ) وقد قال " حليم " وقتها ..
إخواانى ..
انتقل خالى وقتها للكتابة فى جريدة " المساء " ؟! .. وإبتاع لأخته راديو جديدا صوة أخى فتحى بالشورت الكمونى واقفا عليه ( دليلى فيما أقول ) ؟!
(4)
( 67 .. مصر ) المتحدة
اختفى خالى " عبد الله " وراء الغيوم .. بعد سلسلة من المقالات ، بدأت أمى تذبل من كثرة الخلفة .. وانحنى عود ابى وهو واقف أمام المجمع الاستهلاكى .. ويتأفف .. كان خالى " عبد الله " يغدق على إخوتى بالنقود ..
كان " فتحى " قد تخلى عن فكرة أبوة ( عبد الناصر له ) .. كانت المحلة لها فريق قوى .. وكان يتابع مباراياته على مقهى الصعايدة وكانت " أختى " فايزة تعلق شارة حداد سوداء على المريلة وحمدى أخى صاخب .. وصلاح الوسطانى يهرب كثيرا من المدرسة كان ابى كذلك يبكى .. وقد أطفىء نور المسرح وكان عبد الحليم مريضا وشاحبا وهو يغنى " عدى النهار " .. والمغربية جاية " بعد أن نام السلاح .
(5)
(73..مصر ) العلم والأيمان
أمي تقوم بتوصيل الخبز إلى السويس وبعدها فى يوم 31 يناير 74 .. كنت أنا أبكى صارخا وأخوتي .. فرحون بوصولي لمحطة الدنيا .. كانت " فايزة " مصدومة لقد أخبرتها القابلة بكونى بنتا ، إلا إنني .. كنت ولدا ؟! وكانت هي متوجه بتاج البنت الوحيدة .. كان أبى فخورا بمولدي .. لم يسمني ناصر .. بل أسماني " محمد " !!
وكان عبد الحليم يغنى .. "عاش اللى قال عدو القنال .. عااش ".
(6)
( ؟.. مصر ) الأن
أجلس على المقهى .. محاولا فك طلاسم روحي .. " محمد " .. أبن أخي " فتحى " يغنى " بابا فين " !!
مازلت أرتب تاريخي .. محاولا فض الاشتباك بين وجه أبى ووجه " حليم " فأجد صعوبة فى ذلك ..
أعود .. لتسألنى أمى .. " أخوك صلاح .. هيرجع أمتي من الخليج يا محمد .." أتابع النشرة حزينا مغموما هل سيقصفوا بغداد حقا ، أغنى .. " فوق الشوك مشاني زماني " .. تمت
( ملحوظة ) أختي فايزة ماتت فجأة
!!