الضحكة اللى من القلب سببها فرحة حقيقية

الضحكة اللى من القلب سببها فرحة حقيقية
محمد حسين بكر فى كتب كتابه

جبروت الصعلوك

الهدوء المشبع بالدمع وهى تصرخ قائلة " إييه الرجل لم يقصد بالطبع" لماذا تضع الأبعاد غير الحقيقية للجمل العادية جدا لبعض الناس .. عليك أن تكسب رضا الجميع .. نعم الموقف الآن لم يعد كما كان فى السابق لست وحدك .. أنا معك !

تغيم الرؤية فى عينيك تراها ضبابية جدا .. ولا تدرك هل تزعق أم لا خاصة وانت تتذكر ذلك الصباح الذى رأيت فيه شعيرات طويلة وخضراء تماما معشوشبة تخرج من أذنك اليمنى .. تركل الهواء ثم تقول.. عااادى جدا ويبقى صدرك ملغوما وناريا ... كيف إختزن الرجل قطنى الشعر وكثف عبارته الحقودة ليختزلك وهو لا ينظر نحوك قائلا وهو يرمق بوكيه الورد الفاخر جدا جدا ويضيع لون شعيراته البيضاء مع لون الطرحة الرائعة " للعروس " فتضيع هذه الشعرة وراء الاخرى وهى تحاول التشكيك فى عجلة دوران الزمن .. إنصرف الرجل وبقيت أنت محموما وحزينا ... متناسيا الموسيقى الصاخبة وتهليل المدعويين بينما " العروس " عروستك يا أخى .. لا يوجد مخلوق واحد قادر على إخراجك من فرحتك ، إنها ليلتك وهذا العجوز المخرف أتركه .. لتهويماته يقصد أو لا يقصد .. هذا ليس له أية أهمية فقط ، أتركه .. يتلظى بنار أحقاده هل أفول للصديق .. إن ذلك الرجل يحلو له إختزالى على الدوام وإنه عندما صافحنى لأول مرة لقيته فيها .. قد قال لى وهو يمهر توقيعه على إحدى مؤلفاته بهمس وإختناق دبيب حذاؤك يبدو لى كموسيقى " موتسارت " نعم يا ولد تبدو لى " كالمارش " الجنائزى ثم إرتعدت أنامله عندما قال لى عليك أن تكتب أسمك ها هنا ... وعندما قمت بكتابة أسمى أخبرنى بإننى أخر أبناء " الكتاتيب" نعم يا أستاذ إذن أنت خطير .. خطورة شديدة " ها .. مالك لقد أنصرف الرجل " أتترك كل الصخب والبهجة من أجل عبارة خرجت مقصودة ومؤلمة كشفرة الموس حادة وقاطعة .. لم تركت يدك المبللة "بالكولونيا " تداعب خدك يا عريس " كل ذلك جعلنى أفكر فى الطريقة الثانية والعشرين لقتل الرجل صاحب الشعر القطنى

موعدى القادم معه بعد ثلاثة أسابيع من الآن .. وفى غير " طوبة " سيكون الطقس ممطرا جدا .. سأسطحبه فى جولة حول الفيلا التى يقطن بها ، قليل هم المارة فى ذلك الوقت .. لو مرق أحدهم الى جانبنا لن يلتفت إلينا .. ماذا هنالك غير " شاب فى صحبة أبيه ؟" ربما كانا على موعد لعيادة الطبيب هكذا هم أصحاب الشعر الأبيض القطنى فى حاجة على الدوام بعيادات الأطباء الباطنة .. إلا ذلك العجوز فى حاجة لطبيب متخصص فى " غسيل المخ " وتفاعلات العقل الباطن ، سيحاول وقتها بكل تأكيد الضغط على زر إ ختزالى .. فكرة وجود " الألف واللام " التى أضعها قبل لقب أستاذ " يؤلمنى .. " الأ ..س..ت.. ا..ذ " هاهاهاى جولتنا يجب ان تكون كرنفالية تماما .. ليملاء صدره بهواء طوبة البارد وليلقى زجاج نظارته على الأفق وليعانق خياله المدى المأزوم بالأحقاد وليختبىء القمر خلف غيمات الشتاء الليلية .. عندئذ تمطر بسرعة أكثر وبترابية تضفى على الخفوت لمسات الخوف والغموض .. عندئذ سنقترب من كابينة كابلات الكهرباء .. حيث تبدو بلونها الرمادى مخبأ للقراصنة ، الاشباح حيث تطل الجمجمة السوداء ما بين تقاطع عظمتين بلون قاتم " ديقتئذ " سأفعلها بهدوء قد عكننه الى حد ما صعود الدخان ... ويئز أزيز الصعقة المفاجئة و تحتضنه الكهرباء وتفوح منه رائحة الشياط وأتركه عندما أخبرتها بالحلم .. لم ينفلت منها الهدوء المشبع بالدمع التى كانت تتمسك به جيدا ... إلا أنها صرخت فجأة قائلة .. إييه الرجل لم يقصد بالطبع .. لماذا تضع الابعاد غير الحقيقية للجمل العادية جدا لبعض الناس عليك أن تكسب رضا الجميع ، أخذت " أفنط لها الامر كله .. الرجل لم يحدد لى موعد مقابلته كما إننى لا أعتقد ان هناك كابينة لتوصيل الكابلات الكهربائية سريعة الفتح .. ثم إنه لو وافق على صحبتى فى جولة لن تتكرر فى طقس ممطر خاصة مع شاب لدبيب حذائه نغمات المارش الجنائزى " لموتسارت "؟!

- هل أنت مجنون ؟!!

- نعم وسأظل على هذه الحالة .. حتى أستطيع أن أحصل على الفكرة الثالثة والعشرون لقتل الرجل القطنى الشعر الذى يصر على إختزالى ... نعم ولن يجدى معه الاختزال .

محمد حسين بكر