الضحكة اللى من القلب سببها فرحة حقيقية

الضحكة اللى من القلب سببها فرحة حقيقية
محمد حسين بكر فى كتب كتابه

راع الارصفة


لا تعودو للأحبة القدامى
فلا يوجد فى هذا الكون أحبة قدامى
شاعر روسى 

أسنان الرصيف أكلت حذائي، أحملق فى النيون، أغار من الإعلانات المضيئة التى ربما مرقت هى بأسفلها، ولكن من هى ؟ فهن كثيرات لقد أحببت الكثيرات، إلا هى أحببتها أكثر .. من أى واحدة أخرى، ليست جميلة عادية أنفها المستقيم .. شعرها الخشن الكستنائى، صوتها الذى يقشعر جلدى عندما تغنى، إلا أننى أحببتها .. هل تريدون أن تعرفوا أسمها .. حسنا.. أسمها أنتِ ..أو أنتِ وأنتِ الأخرى ؟!
لا أتعب أبدا وأنا أبحث عنها .. أسأل عنها كفى والذي قرأت خطوطه فى يوم ما ؟ ربما فى 1/5/1999م.

 قالت:" عارف أنت ستتزوج واحدة من العيلة .. واحدة قريبتك "

 قلت: "ما معنى ذلك "

 قالت: " يعنى احنا مش لبعض "؟!

 أجبتها .. أنا من أدم وأنتِ من حواء .. أنت قريبتى .. ثم ابتسمت .. وهدأت وذهبت بعد ذلك .. ولم تعود .. ولن تعود!
أصاب بالغيظ الشديد عندما يقول المذيع / المذيعة بأن  العالم صار قرية صغيرة  وها أنا فى تلك القرية الصغيرة لا أراها، لا ألمح حتى شبحها الذى مسنى بمس من الجنون "
حفظتنى الأرصفة جيدا، الدمعة اللامعة فى عينى .. أحاور .. أناور .. أجادل .. فقط لأهرب .. لا أطيق سماع الأغنيات العاطفية .. كانت تغنى أغنية تهديد على الدوام لى .. ربما لذلك كرهت صوتها وربما لذلك أيضا، كان صوتها يقشعر جلدى

 " بكرا تعرف .. تعرف .. يا حبيبى .. بعد ما يفوت الزمان ".. لذلك .. كانت فايزة أحمد هى المطربة الوحيدة التى أرتجف من سماع صوتها .. ترى لما جعلتنى أبحث عن بقية الأغنية .. إنى حقيقى .. حقيقى بحبك .. وكنت أتمنى أفضل جنبك .. ، الأن جنبى يؤلمنى لأننى وحدى !!! بقلب مريض .. وأقراص دواء .. وحقنة كل 15 يوم يـــاااه من يحتمل ذلك !؟ سألتها فجأة .. كيف تتنفسون ؟!
 
من
-
الناس
أخذت شهيقا وأعقبته بزفيرا ثم قالت " كدا يعنى "
-
هل تشعرين بأى ألم
-
لا ..
وأكتفيت أنا بالتجربة فتألمت ؟!!
الشوارع خاوية، شريد أنا الأن .. بلا أى حب أرتديه الآن .. كالمقاتل الذى يدخل المعارك بلا دروع .. جندى يضعونه فى أخر الصفوف .. مجنوون أنا تقدمت الى الصفوف الأولى فكان موتى .. جسد فقط .. يرعى الأرصفة .. كالجوال مملوء بأشعار رامبو وبودلير ورفاقى .. خزانة بالأفكار لها أرقام شفرة خاصة بها إلا أنتِ .. أتركها مفتوحة !!
الرصيف ممتد أمامي .. أحجاره بلوراته الخرسانية لا تنتهى .. على إذن البحث عنها فوق جميع أرصفة المدن .. وأرصفة المدن لا تنتهى ، أريد فى أحيان كثيرة إيقاف المارة لأسألهم عنها .. أحن لهذه الأرصفة ، ربما مرقت عليها .. أتحسس " الكاب " الذى أهدتني إياه .. " لأكون على الدوام تاج فوق رأسك " .. أتعب من عض الرصيف لباطن قدمى ، وبفعل العجوز أستكين على المقاهى .. أقترب من الأرصفة على الدوام ربما ألمحها .. تلك الحبيبة القديمة المتجددة على الدوام ، ربما ألمحها .. تلك الحبية القديمة المتجددة على الدوام بدا خلى ، دمائى الفوارة ،أرقي الدائم .. حبوب الآرق والتوتر التى أتعاطاها .. ربما .. أنام .. تهدأ أعصابى .. أكتب الرسائل العاشقة وأرسلها إليها ، ألقيها فى صندوق البريد ، أربت عليه كإننى أربت على كتف صديق لا ينتوى مساعدتي والعنوان دائما ( إلى راع الأرصفة كل الأرصفة )..
أكتب لها الهذيان .. خلاف عادى حدث بين عاشق ومعشوقته .. هرب وذهب الى جزيرة بوسط النهر قالت لصديق العاشق .. خذنى إليه .. قال .. لاأستطيع أن أتدخل فى شئوونكما الخاصة جدا .. أين هو بالجزيرة وحده .. من يأخذنى إليه من يأخذك اليه المراكبى العجوز .. ليس معى مال ايها المراكبى العجوز.. وأريدك أن تأخذنى فى قاربك الى حبيبى .. بالجزيرة التى تتوسط النهر إذن أعطيني ثوبك لا أرتدي تحته شيئا .. هذه هى الأجرة .. من تريد أن تذهب لمعشوقتها عليها أن تدفع ثمن(التوصيلة )
أكتب إليها أن تخلع ثوبها وتأتى إلى .. حتى ولو عارية تماما ولكن خطاباتي لا تصل لأننى لا أعرف لمحبوبتى عنوان ولم أمتلك صديقا .. وأعيش الهذيان ، أما جزيرتى فهى الأرصفة .. التى أرعاها على الدوام .. وأعيش عليها عازفا على أحجارها السوداء والبيضاء كأصابع البيانو بدبيب حذائى لحن الوحدة .. فقط لإننى لم أعشق ولم أحب ولو مرة واحدة .. فى حياتي .. فتلك الوجوه التى ترتدى البذلات القوية الأنيقة .. و التى تتدلى منها ورقة مقصوصة عليها السعر والموديل والمقاس .. تلك الوجوه الصامتة خلف الفتارين .. و التى تقف الى جوار " المانيكانات " الجميلات واللائى يرتدن كذلك فساتين أنيقة ويفصلني عنهم وعنهن .. الفاصل الزجاجى .. لكم تمنيت .. أن أدخل لأبتعد عن الرصيف لأبتعد عن الأرصفة .. لعلها تمرق وتلمحني ... وهى تختار فستانا لها .. هل تريدون أن تعرفوا أسمها .. حسنا أسمها .. أنتى .. أو أنتى .. وأنتى الأخرى .. أما أنا .. فمثلى الكثير .. يحاورون ويناورون .. باحثون مثلى عن "الأحبة القدامى " الذين يتجدد ون على الدوام فى الدماء .

2/7/2004

 

جبروت الصعلوك

الهدوء المشبع بالدمع وهى تصرخ قائلة " إييه الرجل لم يقصد بالطبع" لماذا تضع الأبعاد غير الحقيقية للجمل العادية جدا لبعض الناس .. عليك أن تكسب رضا الجميع .. نعم الموقف الآن لم يعد كما كان فى السابق لست وحدك .. أنا معك !

تغيم الرؤية فى عينيك تراها ضبابية جدا .. ولا تدرك هل تزعق أم لا خاصة وانت تتذكر ذلك الصباح الذى رأيت فيه شعيرات طويلة وخضراء تماما معشوشبة تخرج من أذنك اليمنى .. تركل الهواء ثم تقول.. عااادى جدا ويبقى صدرك ملغوما وناريا ... كيف إختزن الرجل قطنى الشعر وكثف عبارته الحقودة ليختزلك وهو لا ينظر نحوك قائلا وهو يرمق بوكيه الورد الفاخر جدا جدا ويضيع لون شعيراته البيضاء مع لون الطرحة الرائعة " للعروس " فتضيع هذه الشعرة وراء الاخرى وهى تحاول التشكيك فى عجلة دوران الزمن .. إنصرف الرجل وبقيت أنت محموما وحزينا ... متناسيا الموسيقى الصاخبة وتهليل المدعويين بينما " العروس " عروستك يا أخى .. لا يوجد مخلوق واحد قادر على إخراجك من فرحتك ، إنها ليلتك وهذا العجوز المخرف أتركه .. لتهويماته يقصد أو لا يقصد .. هذا ليس له أية أهمية فقط ، أتركه .. يتلظى بنار أحقاده هل أفول للصديق .. إن ذلك الرجل يحلو له إختزالى على الدوام وإنه عندما صافحنى لأول مرة لقيته فيها .. قد قال لى وهو يمهر توقيعه على إحدى مؤلفاته بهمس وإختناق دبيب حذاؤك يبدو لى كموسيقى " موتسارت " نعم يا ولد تبدو لى " كالمارش " الجنائزى ثم إرتعدت أنامله عندما قال لى عليك أن تكتب أسمك ها هنا ... وعندما قمت بكتابة أسمى أخبرنى بإننى أخر أبناء " الكتاتيب" نعم يا أستاذ إذن أنت خطير .. خطورة شديدة " ها .. مالك لقد أنصرف الرجل " أتترك كل الصخب والبهجة من أجل عبارة خرجت مقصودة ومؤلمة كشفرة الموس حادة وقاطعة .. لم تركت يدك المبللة "بالكولونيا " تداعب خدك يا عريس " كل ذلك جعلنى أفكر فى الطريقة الثانية والعشرين لقتل الرجل صاحب الشعر القطنى

موعدى القادم معه بعد ثلاثة أسابيع من الآن .. وفى غير " طوبة " سيكون الطقس ممطرا جدا .. سأسطحبه فى جولة حول الفيلا التى يقطن بها ، قليل هم المارة فى ذلك الوقت .. لو مرق أحدهم الى جانبنا لن يلتفت إلينا .. ماذا هنالك غير " شاب فى صحبة أبيه ؟" ربما كانا على موعد لعيادة الطبيب هكذا هم أصحاب الشعر الأبيض القطنى فى حاجة على الدوام بعيادات الأطباء الباطنة .. إلا ذلك العجوز فى حاجة لطبيب متخصص فى " غسيل المخ " وتفاعلات العقل الباطن ، سيحاول وقتها بكل تأكيد الضغط على زر إ ختزالى .. فكرة وجود " الألف واللام " التى أضعها قبل لقب أستاذ " يؤلمنى .. " الأ ..س..ت.. ا..ذ " هاهاهاى جولتنا يجب ان تكون كرنفالية تماما .. ليملاء صدره بهواء طوبة البارد وليلقى زجاج نظارته على الأفق وليعانق خياله المدى المأزوم بالأحقاد وليختبىء القمر خلف غيمات الشتاء الليلية .. عندئذ تمطر بسرعة أكثر وبترابية تضفى على الخفوت لمسات الخوف والغموض .. عندئذ سنقترب من كابينة كابلات الكهرباء .. حيث تبدو بلونها الرمادى مخبأ للقراصنة ، الاشباح حيث تطل الجمجمة السوداء ما بين تقاطع عظمتين بلون قاتم " ديقتئذ " سأفعلها بهدوء قد عكننه الى حد ما صعود الدخان ... ويئز أزيز الصعقة المفاجئة و تحتضنه الكهرباء وتفوح منه رائحة الشياط وأتركه عندما أخبرتها بالحلم .. لم ينفلت منها الهدوء المشبع بالدمع التى كانت تتمسك به جيدا ... إلا أنها صرخت فجأة قائلة .. إييه الرجل لم يقصد بالطبع .. لماذا تضع الابعاد غير الحقيقية للجمل العادية جدا لبعض الناس عليك أن تكسب رضا الجميع ، أخذت " أفنط لها الامر كله .. الرجل لم يحدد لى موعد مقابلته كما إننى لا أعتقد ان هناك كابينة لتوصيل الكابلات الكهربائية سريعة الفتح .. ثم إنه لو وافق على صحبتى فى جولة لن تتكرر فى طقس ممطر خاصة مع شاب لدبيب حذائه نغمات المارش الجنائزى " لموتسارت "؟!

- هل أنت مجنون ؟!!

- نعم وسأظل على هذه الحالة .. حتى أستطيع أن أحصل على الفكرة الثالثة والعشرون لقتل الرجل القطنى الشعر الذى يصر على إختزالى ... نعم ولن يجدى معه الاختزال .

محمد حسين بكر